سلام الرب يسوع المسيح له المجد يكون مع الكل .
التجديف على الروح القدس
كثيراً من يسأل بعضهم هذا السؤل --- أظن أننى وقعت فى خطية التجديف هذه فأقع فى اليأس . أرجو أن تشرحوا لى ما معنى التجديف على الروح القدس ؟ وكيف أنه لا مغفرة لها فى هذا الدهر الآتى ؟ وعدم المغفرة هذا ، كيف يتفق مع رحمة الله ومع وعوده الكثيرة ... ؟!
لا بد انه سوف يلقى الاجابة على تساؤله هذا فيقول له احدهم ---
اخي السائل ---مخاوفك هذه هى محاربة من الشيطان ليوقعك فى اليأس . فاطمئن ... أما معنى التجديف على الروح ، والخطية التى بلا مغفرة ، فسأشرحه لك بمعرفة الرب ... ليس التجديف على الروح القدس هو عدم الإيمان بالروح القدس ولاهوتة وعمله ، وليس هو أن تشتم الروح القدس . فالملحدون إذا آمنوا ، يغفر الله لهم عدم إيمانهم القديم وسخريتهم بالله ورحه القدوس . كذلك كل الذين تبعوا مقدونيوس فى هرطقته وإنكاره لاهوت الروح القدس ، لما تابوا قبلتهم الكنيسة وأعطتهم الحل والمغفرة .
إذن ماهو التجديف على الروح القدس ؟ وكيف لا يغفر ؟
اخي السائل التجديف على الروح القدس ، هو الرفض الكامل الدائم لكل عمل للروح القدس فى القلب ، رفض يستمر مدى الحياة .
وطبعاً نتيجة لهذا الرفض ، لا يتوب الإنسان ، فلا يغفر الله له .
إن الله من حنانه يقبل كل توبة ويغفر . وهو الذى قال " من يقبل إلى ، لا أخرجه خارجاً " " يو6: 37 " . وصدق القديسون فى قولهم :
لا توجد خطية بلا مغفرة ، إلا التى بلا توبة .
فإذا مات الإنسان فى خطاياه ، بلا توبة ، حينئذ يهلك ، حسب قول الرب " إن لم تتوبوا ، فجميعكم كذلك تهلكون " " لو13: 5" .
إذن عدم التوبة حتى الموت ، هى الخطية الوحيدة التى بلا مغفرة . فإن كان الأمر هكذا ، يواجهنا هذا السؤال :
ما علاقة عدم التوبة بالتجديف على الروح القدس ؟
القديس هو الذى يبكت الإنسان على الخطية " يو16: 8 " . وهو الذى يقوده فى الحياة الروحية ويشجعه عليها . وهو القوة التى تساعد على كل عمل صالح ...
ولا يستطيع أحد أن يعمل عملاً روحياً ، بدون شركة الروح القدس .
فإن رفض شركة الروح القدس " 2كو 13: 14 " ، لا يمكن أن يعمل خيراً على الإطلاق . لأن كل أعمال البر ، وضعها الرسول تحت عنوان " ثمر الروح " " غل 5: 22 " . والذى بلا ثمر على الإطلاق ، يقطع ويلقي فى النار كما قال الكتاب " مت 3: 10 " ، " يو 15 : 4، 6 " .
الذى يرفض الروح إذن : لا يتوب ، ولا يأتى بثمر روحى ...
فإن كان رفضه للروح ، رفضاَ كاملاً مدى الحياة ، فمعنى ذلك أنه سيقضى حياته كلها بلا توبة ، وبلا أعمال بر ، وبلا ثمر الروح . وطبيعي أنه سيهلك .
وهذه الحالة هى التجديف على الروح القدس .
منقول ---- من كتاب سنوات مع أسئلة الناس الجزء الأول
لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث