????
زائر
 |  موضوع: احداث اسبوع الالام ج 6 (الجمعه العظيمه ج أ )  الثلاثاء أبريل 07, 2009 5:24 am | |
| ( بيان عن يوم الجمعه العظيمه )
بعد ما أكل مخلصنا له المجد الفصح مع تلاميذه باورشليم سبحوا وخرجوا الي جبل الزيتون الي عبر وادي قدرون : وكان هذا الوادي عميقاً ويسمي بالوادي الاسود وكان موقعة بين اورشليم وجبل الزيتون يبتدئ علي بعد ميل ونصف الي الشمال الغربي من اورشليم ويسير الي الجنوب الشرقي الي ان يصل الي زاوية السور الشمالية الشرقية ثم ينحدر شرقي المدينة ويسمي ايضاً وادي يهو شافاط وهو بين سور المدينة من الجانب الغربي وجبل الزيتون وتل المعصية من الجانب الشرقي ثم ينحدر الي مار سابا حيث يسمي وادي الراهب. ومن ثم يمتد الي بحر لوط وهنالك يسمي وادي النار . ويسمي ايضا بوادي الارز. وفي هذا الوادي احرقت تماثيل معكة (1) .
وطرحت جميع ادوات العبادة الباطلة التى تنجس بها هيكل الرب (2) ثم صار ذلك الوادى مكاناً للمقابر. ومما يذكر انه عبر هذا الوادى داود لما هرب من وجه ابنه ابشالوم (3) وكذلك السيد المسيح عندما ذهب الي جثسيماني (4) وهو عالم ان يهوذا كان يعرف هذا المكان لم يرد أن يختفي بعد بل كان مستعداً ان يقدم ذاته كفارة عن خطايا العالم. حتي انه لم ينتظر الجند ليسألوا من هو . بل سبقهم وخرج لاستقبالهم وسألهم من تطلبون وكان ذلك في نصف الليل من ليلة الجمعة الموافقة خمسة عشر نيسان .
ولما قبض الجند علي المخلص له المجد ورأى التلاميذ ان معلمهم قد أوثق وأخذ وتركوه وهربوا غير ان اثنين منهم سكن روعهم. وهما بطرس ويوحنا وتبعا الجمع الي دار رئيس الكهنة. الي حنان الذي كان حما قيافا وكان من عادة اعضاء ذلك المجلس ان يجتمعوا في احدي ديار الهيكل ولكن كان يجوز لهم الاجتماع في دار رئيس الكهنة. ولعل غاية اجتماعهم هذا اخفاء مشورتهم عن الشعب لان ديار الهيكل كانت في ذلك الوقت خاصة بالناس بالنسبة لايام الفصح : واما وظيفة رئيس الكهنة فأول من تولاها هارون (5) وكان يرثها الاكبر من سلالته في القرون الاولي من تاريخ الاسرائليين (6) .
ولما استولي عليهم الرومانيون اخذوا يعزلون الرئيس ويقيمون غيره كما يريدون غير مراعين اهلية ومقدرة الشخص المرغوب فيه واستمرت هذه العادة الممقوتة من عصر هيردوس الكبير الي زمان خراب اورشليم ويظهر ان حنان كان ذا سطوة قوية وجاه عظيم حتي تحصل علي رئاسة الكهنة ليس لابنه اليعازر وصهره قيافا فحسب بل لاربعة اخرين من بنية . وكان يلقب كل من اخذ تلك الوظيفة برئيس الكهنة .ويجلس في المجلس الكبير طول أيام حياته ولو عزل . وهكذا جري مع حنان فانه دعي رئيس الكهنة مع انه كان معزولا من وظيفته قبل الصلب بأربع سنوات : وقدم أسمه على اسم قيافا لانه اكبر من سناً وأقدم فى الوظيفة وله خبرة واسعة بالاحوال ولذا قال خير لكم ان يموت واحد عن الشعب ولا تهلك الامة كلها . ولما أمسك اليهود السيد المسيح له المجد قدموه اولا الي حنان استجلاباً لمصادقتة ورضائه عما فعلوا ومن ثم اخذوا السيد له المجد موثقاً الي قيافا وكان قيافا اسمه يوسف كما ذكر يوسيفوس المؤرخ
وكان حاضراً وقت القضاء علي السيد المسيح بالصلب وهو صدوقي المذهب وكان صهر حنان وكان قيافا رئيساً للكهنة. ثم عزله قيتالوس او فالوريوس سلف بيلاطس البنطي : الوالي الروماني . وكان ذلك بعد صلب السيد المسيح له المجد بست سنين. واجتمع اعضاء مجمع السبعين وعقدوا جلسة أستعدادية غير رسمية ولابد ان مخلصنا فحص اولا امام قيافا لما ارسله اليه حنان بعد نصف الليل بقليل وبقي سيدنا له المجد امام قيافا وحدة وامام اعضاء المجمع الي قرب الفجر او وقت صياح الديك . وفي اثناء ذلك انكر بطرس المسيح ثلاث مرات ثم استهزؤا به
ولما كان النهار اجتمع المجمع الكبير في صباح يوم الجمعه في الهيكل واثبت حكم الجلسة السابقة الغير رسمية. التي عقدت في الليل في دار رئيس الكهنة لان الحكم علي يسوع بالموت في هذه الجلسة باطل ولا يعتبر الا مجرد تصريح برأي الاعضاء. لانه كان مخالفاً لشريعة اليهود أن يجري فحص جناية في الليل. وللشريعة الرومانية أن يصدر حكم قبل الفجر ويظهر من ذلك ان غضب رؤساء الكهنة كان شديداً علي يسوع له المجد فاجتمعوا في الليل لكي يخترعوا علية تهماً ملفقة لامانته . فسأله رئيس الكهنة أأنت هو المسيح ابن الله . فلما أجاب يسوع علي السؤال تظاهر قيافا بالاشمئزاز من جوابه وحسبه تجديفاً وقال انه غير محتاج الي شهود بعد فحكموا علية بالاجماع بالموت غير انه لم يكن لهم ولا لرؤسائهم قوة تنفيذها الحكم .
اخذوا يسوع الي ببلاطس الحاكم الروماني لكي يأمر بصلبه. ولا يخفي ان المجمع الكبير كان له وحده الحق الشرعي في الحكم علي الدعاوي الجنائية التي تستوجب القصاص ولكن الحكومة الرومانية كانت قد نزعت منه ذلك السلطان قبل هذا الوقت بعدة سنين . فمزق رئيس الكهنة ثيابه وهذه هي العلامة المألوفة للحزن عند اليهود وقصد بها رئيس الكهنة ان يظهر اشمئزازة من فظاعة التجديف في وجوده فشهد علي يسوع بأنه جدف ليصل الي تتميم بغيته الشريرة وانه قد زاد اثمه بتمزيقه ثيابه لانه علي موجب شريعة موسي كان لا يجوز لرئيس الكهنة ان يمزق ثيابه (7) .
ومن ذلك الحين قد نزعت من الامة اليهودية وظيفة الكهنوت . وكان على اعضاء المجلس ان ينظروا في دعواه ليعلموا أحق هو كل ما قاله السيد له المجد أم لا ولكنهم صرفوا اذهانهم عن سماع وقرروا تنفيذ الحكم فيه بالموت رجماً على مقتضي شريعة موسي التي امرت برجم المجدف ( وكان غرض اعضاء المجلس ان يأمروا الناس برجم يسوع علي رغم الحكام الرومانيين كما فعلوا بعد ذلك باستفانوس.
ولكنهم لم يفعلوا هذا خوفاً من الكثيرين من الشعب يدافعون عن يسوع وينقذونه من ايديهم وايضاً كان القانون عند الرومان يقضي في مثل هذه الحالات علي المجدف بالموت صلباً فلم يقدر المجمع ان ينفذ ما في نفسة وهذه هي علة السيد له المجد ان يموت الجسد صلباً لا رجماً فأوثقوة وأتوا به الي بيلاطس كما ينص جميع البشرين. وكان المقصود من ذهابهم اليه هو التصديق علي حكمهم. حينئذ لما رأي يهوذا قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة (9) .
الشواهد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مل 15 : 13و2 اى 15 : 16 (2) 2أى 29 : 16 (3) 2صم 15 : 23و30 (4) يو 18 : 1 (5) خر 21 (6) عد 3 : 10 (7)لا 10 : 6و21 : 10 ( لا24 : 16 (9) مت 27 : 3 |
|
