????
زائر
 |  موضوع: احداث اسبوع الالام ج 5 (خميس العهد ج ب )  الثلاثاء أبريل 07, 2009 5:22 am | |
| (فنتعلم من قصة يهوذا العبر الاتية)
اولا – انه كان رسولا مختارا من ضمن الاثني عشر وكان رفيقا للمسيح شاهد معجزاته وسمع تعاليمه وشريكاً لبطرس ويعقوب ويوحنا ونال من وسائط النعمة ما لم ينله ابراهيم وموسي واشعياء ودانيال ومع ذلك فأنه هلك لانه لم ينزع الطمع من نفسة فى حب المال حمل جحزي علي خداع نعمان والكذب علي اليشع فأصيب بالبرص. وحمل حنانيا وسفيره ان يكذبا علي الروح القدس فماتا كما حمل يهوذا علي ان يرتكب افظع الاثام وهو تسليم ابن الله الي قاتلية فخنق نفسة فمحبة المال اصل لكل الشرور الذي اذا أبتغاه قوم ضلوا عن عن الايمان وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة (1).
ثانيا – انه لا عجب من خيبة الامل في الاصحاب لان السيد المسيح نفسة ذاق مرارة هذا الكأس كأس خيانة الاصدقاء وفي الحقيقة انه قل ان يوجد صديق وفيّ حقيقي يركن اليه الانسان في اوقات الضيق . لان شر اعداء المسيح كان من اقرب اصحابه كما جاء في سفر المزامير (2) وهذه اضرت بالكنيسة التي هي جسد المسيح في كل عصرا اكثر من كل الاعداء الخارجين عليها. وكذلك ضرر الانسان لا يلحقة غالبا الا من أقاربه وأصحابه كمان هو مشاهد ومحسوس يومياً وكما يقول الكتاب بصريح العبارة ان اعداء الانسان اهل بيته والمقربون اليه .
ثم رسم لهم العشاء الرباني وهو الخبز النازل من السماء الواهب حياة للعالم. أي جسده المقدس ودمة الكريم حيث ابطل امامهم الرمز. واشار لهم الي المرمور اليه . بل وقد سلمه لهم عوضاً عنه عهداً جديداً غير العهد الاول. كما يوضح الانجيليون ذلك في اناجيلهم قائلين وفيما هم يأكلون (أي يأكلون الفصح ) اخذ يسوع خبزا وبارك فكسر واعطاهم قائلا خذوا كلوا هذا من جسدي الذي يبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري ثم تناول كأسا وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم لاني اقول لكم انني لا اشرب من نتاج الكرمة حتي يأتي ملكوت الله. فالاكل الاول والكأس الاولي هما عشاء الفصح ( الذى كان موجوداً معهم فيه يهوذا) اما الخبز الثاني والكأس الثانية فهما العهد الجديد الذي يعطي لمغفرة الخطايا ( وهذه لم يكن معهم يهوذا اذ قد ذهب لليهود ليسلمهم سيده ) . ثم بعد العشاء الفصحى وتناول العشاء الرباني وسلم التلاميذ هذا السر العظيم . انبأ له المجد بانكار بطرس اياة الثلاث المرات وتأكيد له ذلك ثم قام وذهب الي عبر وادي قدرون حيث دخل هو زتلاميذه وهنالك صلي بجهاذ عظيم حتي كان عرقة يتصبب كقطرات دم علي الارض. وقد ظهر للسيد المسيح ملاك من السماء يقوية قائلا له . ( لك القوة . لك لامجد . لك البركة . لك العزة ياعمانوئيل الهنا وملكنا ) وهي ترنيمة الكنيسة الوحيدة ايام اسبوع الالام .
ويشترط ان يكون الجسد من خبز مختمر مصنوع من القمح النقى . كما استعمله الرب يسوع نفسة حيث يقول الانجليون اخذ خبزاً ( ارطوس ) باليونانية أي خبز مختمر وقد استعمله الرسل ايضاً بدليل ما جاء في سفر الاعمال (3) حيث يذكر خبزا ولم يذكر ولا مرة واحدة كلمة فطير وعلي هذا المثال صارت الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة تمارس هذا السر بالخبرة : والدم يجب ان يكون من عصي العنب الخالص لكي يكون مماثلا لدم السيد المسيح المسفوك. كما يقول يهوذا بن يعقوب الذي طلع الرب من سيطة ( غسل بالخمر لبساة وبدم العنب ثوبه) (4) ثم يمزج الخمر عند الخدمة بالماء كما فعل السيد المسيح له المجد ولتذكار الدم والماء الذين قد خرج من جنب الفادي وهو علي الصليب (5) وقد نطق الروح القدس قديماً علي لسان سليمان في امثاله عن الكنيسة قائلا .( ذبحت ذبحها ومزجت خمرها ايضا رتبت مائدتها ) (6)
اما القوائد التي ينالها المؤمنون يتناولهم من السرهذا باستحقاق فهي كثيرة جدا منها
( اولا ) انها تربط المشتركين فيه مع الرب ارتباطاً وطيداً وتصيرهم جسداً واحداً وروحاً واحداً في المسيح طبقا لقول مخلصنا له المجد من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه (7) . فاذن يتم قول الرسول نصير اعضاء جسده من لحمه ودمه ومن عظامه ( ونصير شركاء الطبيعة الالهية (9)
( ثانيا ) ان الشركة الالهية تغذي اجسادنا ونفوسنا وتوطد ايماننا في الرب. وتقدمنا في الكمال المسيحي والنمو في الحياة الروحية كما قال السيد المسيح. ان جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق كما ارسلني الاب الحي وانا حي بالاب فمن ياكلني يحيا بى (10) ويعلم اباء الكنيسة بأن سر الشكر هو يغذي الروح والجسد معاً ويقويهما ويحييهما ويشفيهما من كل ضعف ويقيهما من الخطأ . ويقدسهما ويطهرهما من كل دنس ويجعلهما غير متزعزعين ولا مغلوبين في جهادهما الروحي في سبيل التقوى والبر والصلاح
( ثالثا ) تكون الشركة الالهية بمثابة عربون لقيامتنا المستقبلة وللغبطة الابدية. كما قال مخلصنا من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير (11) . من يأكل هذا الخبز فانه يحيا الي الابد وبالاجمال انه دواء لعدم الموت . وتثبيت للحياة الابدية بيسوع المسيح وان اجسادنا بعد اشتراكها بالسر الالهي لا تبقي فاسدة. بل يكون لها رجاء القيامة للحياة الابدية
(استحالة الخبز والخمر الي جسد ودم المسيح )
اعتقد لوثيرس ان الخبز يبقي خبزاً ولكن داخله بالايمان جسد المسيح . والخمر يبقي خمراً ولكن داخله بالايمان دم المسيح فنأكل ونشرب خبزاً وخمراً ولكن بالايمان نأكل ونشرب دم المسيح وقد اعتقد البعض ان الخبز هو خبز فقط والخمر هو خمر فقط بدون تغيير ولا استحالة الا ان ذلك يشير الي جسد المسيح ودمة. واما الكنيسة المقدسة الارثوذكسية وجميع الكنائس القديمة اعتقدت انهما جسد المسيح ودمه الحقيقين وتقول انه الجسد الذي اخذه من مريم العذراء وهو الذي صلب علي الصليب وهو الذي فى السماء. وتعزز معتقدها هذا وتثبته ببراهين قوية من الكتاب المقدس. وهو من قول السيد المسيح نفسة والخبز الذي اعطي هو جسدي الذي بذله لاجل خلاص (12) العالم وهو عين الخبز الذي وعد به هكذا وسماه جسدة على لسان معلمنا بولس
فلو كان قول السيد هذا هو جسدي وهذا هو دمي قول مثلي او رمز لما كان يقول تلك الكلمة الفعالة هذا هو جسدي وهذا هو دمي يؤيد ذلك ما نطق به الوحى. ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها السيد اخذ خبزاً وشكر وكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم (13) . ولذلك تحقق بأجلي بيان ان هذا السر هو جسد المسيح ودمه ليس هما مجرد تذكار بل هما حقيقيان كقوله لان جسدي مأكل حق لا مجازي ودمي مشرب حق لا مجازي من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه . وقد برهن الرسول علي اهمية هذا السر ويحذر الذين يتقدمون اليه بغير استحقاق قائلا ( أي انسان اكل هذا الخبز او شرب كاس الرب بدون استعداد وطهارة فهو مجرم في جسد الرب ودمه ) (14) وأردف الكلام قائلا من يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونه لنفسة غير مميز جسد الرب (15) ودمه وهل من عاقل يقول في ان مثل هذه التهديدات والتحذيرات الشديدة هي لاجل اكل وخبز وشرب وخمر . أفعدل الله يقتضي هكذا ان يرمي خليقته في الدينونة والشجب والقصاص لاجل اكل الخبز وشرب الخمر. أفيجعلنا الله مساويين للصالحين ويعادل دينونة الخبز والخمر بدينونة من صلبوه. وهل يعطينا الله حصاة ويطالبنا بلؤلؤة ويعادل قيمة جسده ودمه الكريمين بقيمة الخبز والخمر الذين جعلهما الله قوتاً للانسان . فالمسألة صارت تحث امرين أما أن يكون الخبز جسد المسيح الطاهر والخمر دمه الكريم. وحينذاك يكون موقع التهديدات الرهيبه والتحذيرات الشديدة فى محلها. أما أن يكون الخبز لم يزل خبزاً والخمر خمراً علي بساطتها . فعدل الله لا يقتضي ان يشجب مؤمنيه ويوقعهم في دينونة القصاص لاجل خبز وخمر بسيطين .
فما تقدم من البراهين التي اوردناها تبين لنا انه لم يرد مطلقا في الكتاب المقدس ان الخبز والخمر يكونان اشارة او علامة او رمز علي جسد ودم المسيح الاقدسين الذي له المجد والكرامة من الان والي الابد أميــــــــن .
الشواهد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اتى 6 : 10 (2) مز 41 : 9و55 : 12 _ 14 (3) أع 2: 42و46و1كو 10 : 16و17و 11: 34 (4) تك 49 : 11 (5) يو 19 : 34 (6) ام 9 : 2 (7) يو6 : 56 ( اف 5 : 30 (9) 1بط 1 : 3 (10) يو 6 : 57 (11) يو 6: 56 (12) يو 6: 51 (13) 1كو 10 : 16 (14) 1كو 11 : 27 (15) 1كو 11 : 27_39 |
|
