استدعي أب الدير راهبًا وطلب منه الذهاب إلى الإسكندرية ليلتقي بالبابا أثناسيوس الرسول
ويبلغه رسالة معينة0
في عودته التقى براهبٍ في البرية سأله:
[هل التقيت بالبابا أثناسيوس؟
[التقيت به وأبلغته الرسالة؟
ماذا رأيت بالإسكندرية؟
Bلم أرَ أحدًا أو شيئًا؟
[هل كانت الشوارع خالية تمامًا من الناس؟
Sلا ، لكن كان كل فكري مع نظراتي تتجه نحو مسيحي. لم يشغلني شيئًا قط سوى الحوار معه
]هذه القصة الواقعية تذكرني بما حدث مع أحد الأمراء، وإن كان الدافع مختلفًا تمامًا.
كان الأمير متضايقًا من شابٍ عنيف يميل نحو الثورة والتمرد. أعطاه الأمير فرصًا كثيرة للرجوع عن عنفه، وأخير
[قرر قطع رأسه
[نادى الأمير الشاب وأعطاه إناءً يحمله بين يديه مملوء زيتًا، وسلّمه بين سيَّافين، واحد عن يمينه والآخر عن
[يساره. طلب منه أن يسير في طرق المدينة ثم يعود، وأمر السيَّافين أنه إن سقطت قطرة زيت واحدة في الطريق تُقطع رقبته في الحال.
[
[كان الأمير يترقب بين الدقيقة والأخرى أن يأتيه النبأ بقطع رقبة الشاب... مرّت الدقائق ثم ساعات وأخيرًا جاء
الشاب وحوله السيَّافان.
[سأل الأمير الشاب: "ماذا رأيت في الطريق؟"
[ لم أرَ أحدًا ولا شيئًا. ]
[ماذا سمعت في الطريق.
[لم أسمع شيئًا قط!
[كيف هذا واليوم هو "سوق" المدينة كلها؟
[لأن عينيْ وكل حواسي كانت متركزة على إناء الزيت لئلا تسقط نقطة واحدة منه.
[هب لي يا رب ألا أرى ولا أسمع شيئًاليس خوفًا من هلاكي، بل حبًا فيك
[أراك واسمع صوتك، فتشبع أعماقي بك!
[من كتاب أبونا تادرس يعقوب